الأربعاء، 18 مارس 2009

شحة المياه خطر يهدد البلاد

خلال الخمس سنوات الاخيره عانت منطقة الشرق الاوسط من ظاهرة متعددة الاسباب وهي قلة سقوط معدلات الامطار فيها ,وبما ان العراق احد الدول المهمه في تلك المنطقه فقد كان اكثر المتضررين....
من تلك الظاهره التي يعزونها العلماء الى اسباب عديده منها ظاهرة الانحباس الحراري التي تفاقمت
في السنوات الاخيره , ومهما تكن الاسباب فاَن هذه المشكله تعتبر من المشاكل الغايه في الاهميه
والتعقيد وصعوبة ايجاد الحلول لتلك الظاهره ,لاسيما فان التقديرات العامه تقول ان الزراعة تستهلك
70% من المياه تليها الصناعة 20% وبعدها الاحتياجات المنزليه والتي تقدر اجمالياً 10% .......
ومن المعروف بان مصادر المياه الرئيسه في العراق هما نهري دجله والذي تبدء منابعه من جنوب
تركيا اضافه لنهر الفرات الذي يدخل العراق من منطقة القائم من سوريا وقد كثر الحديث عن انشاء
سدود في تلك الدولتين الجارتين دون النظر لتاثير تلك السدود على معدلات ومستويات المياه التي
تدخل الاراضي العراقيه, وقد جرت مفاوضات عديده واحياناً تقاطعات سياسيه بسبب مواقف .
تلك الدول خلال الحقب الزمنيه الفائته وتحت انظمه سياسيه تعاقبت على العراق دون ان نصل
الى حلول ومعاهدات سياسيه ستراتيجيه تنظم تلك القضيه رغم وجود قوانين دوليه مثبته في
مواثيق الامم المتحده تعطي تلك الدول الحق بحصولها على حصتها الطبيعيه من المياه وتنظم
تلك المواثيق الاستفاده من الانهر التي تمر في اكثر من دوله واحده , ان الحديث عن هذا الموضوع
اراه هذا اليوم عشية انعقاد المنتدى العالمي للمياه في اسطنبول من اكثر الامور خطوره واعمقها
تاثيراً على المواطن العراقي الذي يعاني من ازمات كثيره خلفتها الحروب الثلاث العبثيه ومانتج
عنها من احتلال ووصايه دوليه غربيه على العراق! حيث ان الخزين الوطني العراقي من المياه
هو في حالته الحرجه حيث لايزيد عن 6 مليارات متر3الى بقليل وهذا الخزين لو قورن بالعام الماضي
وخلال نفس الشهر لنجده اكثر من 22 مليار متر3 , ان هذه الارقام والانخفاض الشديد في هذا الخزين
وعدم وجود اية بوادر جديه لزيادة معدلات سقوط الامطار او تراكم الثلوج في المناطق الجبليه من جنوب
تركيا اوشمال العراق لاسيما وان فصل الشتاء قد اغلق ابوابه, تجعل كل المهتمين بشؤون المياه او
الزراعه قلقين اكثر من أي وقت مضى على توفر الاحتياجات المائيه للزراعه العراقيه الصيفيه من
الحبوب الستراتيجيه كالشلب او الذره الصفراء او غيرها او من محاصيل الخضر او الفاكهه مما تجعل الخطط
الحكوميه في تحقيق الاكتفاء الذاتي او حتى محاولة ذلك في مهب الريح! مما يزيد الطين بله مثلما يقولون
في تدهور وتقهقر القطاع الزراعي بكافة انشطته النباتيه و الحيوانيه, وهذا يدعونا الى توجيه صرخة
حق ونداء مستعجل الى منتدى اسطنبول للرفق بالعراق وشعبه0
ومن جانب اخر نراه كما يراه المختصون الاخرون بالشاَن الزراعي فاننا ندعو الحكومه العراقيه
بضرورة الاسراع والتفاعل والتعامل مع الخطر القادم الذي يهدد الانسان والنبات والحيوان و قيامها
(بعملية تقنين كبرى) للمياه وتلافي الهدر الكبير للمياه وذلك بتبني اساليب الري الحديثه والتي.. منها
الري بالرش, والري بالتنقيط ,وغيرها من الطرق الحديثه التي اصبحت معروفه في معظم دول العالم
المتقدمه والناميه وهي استخدام الزراعه بالبيوت البلاستيكيه او الزجاجيه وغيرها من السبل التي تحقق
الاستخدام الامثل للمياه وتجنب الهدر الغير معقول في تلك الثروه المهمه والتي لايمكن تعويضها او
تبديلها ببدائل اخرى 0 راجين من كافة الاخوه الاكادميين من المختصين بشؤون المياه والمهندسين الزراعيين
المخلصين تقديم النصح للحكومه العراقيه في كيفية التعامل مع هذا الملف الحساس وايجاد الحلول
العمليه والواقعيه والتخفيف من الاثار السلبيه لتلك القضيه المهمه000

عارف الماضي

الأحد، 15 مارس 2009

كيف نقرأ نتائج انتخابات مجالس المحافظات في غرب وجنوب العراق؟ (الحلقة الثالثة والأخيرة) هل من عوامل كامنة وراء النتائج الهزيلة للقوى الديمقراطية بمختلف


حين كنت في بغداد في ربيع العام الماضي طرحت عليّ أسئلة من أحد الصحفيين , منها : كيف ترى نتائج انتخابات مجالس المحافظات القادمة؟ وهل سيجري تحول جوهري في النتائج المحتملة؟ وكيف سيكون موقع القوى الديمقراطية من تلك النتائج؟ كانت إجاباتي حذرة , فالذي يعيش في العراق يستطيع أن يجيب عن هذه الأسئلة بدقة أكبر نسبياً , ومع ذلك تجرأت وإشرت إلى احتمال خسارة بعض قوى الإسلام السياسي الأكثر تشدداً في الجانب الطائفي لصالح القوى ألأقل تشدداً والأكثر انفتاحاً على مبدأ المواطنة العراقية , إضافة إلى قناعتي بأن قوى التيار الديمقراطي بكل أحزابها وتكتلاتها وشخصياتها سوف لن تحقق الكثير , فهي لا تزال ليست البديل عن قوى الإسلام السياسي في المرحلة الراهنة. وحين ألقيت محاضرة في أسبوع المهرجان الثقافي لنادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين في الشهر الثامن من العام 2008 وتحدثت فيه عن الوضع في العراق , أشرت إلى الأزمة الفعلية التي تعيشها قوى الإسلام السياسي , ولكن أشرت أيضاً إلى أن أزمة القوى الديمقراطية أكبر لأنها غير قادرة في أن تكون البديل أو الطرف القوى في معادلة أو ميزان القوى السياسي , ولم يكن تحليلي عبثياً أو دون رؤية واقعية للوضع في العراق , إذ كانت الملامح في اتجاهات التطور واضحة , وكان المالكي يسير بوجهته الجديدة , التي حققت له بعض المنجزات الإيجابية المهمة , يعزز مواقعه بسبب تلك الإنجازات وبسبب فشل الآخرين أو عجزهم عن طرح بدائل قادرة على إقناع الناس بضرورة التصويت لهم. لم يكن هذا التقدير رجماً بالغيب ولا نبوءة , بل رؤية واقعية لسياسات وممارسات وجهد القوى المختلفة , وهي التي يمكن ان يتوصل إليها كل باحث سياسي واقعي وموضوعي في أوضاع العراق. وإذ أشرت في الحلقتين السابقتين بشكل مكثف عن النتائج التي تحققت لقوى الإسلام السياسي ولقائمة ائتلاف دولة القانون , فأني أحاول في هذا الحلقة معالجة العوامل الكامنة وراء عجز القوى الديمقراطية ابتداءً من الحزب الشيوعي العراقي ومروراً بالحزب الوطني الديمقراطي والكتل اليسارية الأخرى وانتهاءً ببقية القوى اللبرالية والعلمانية.لم يكن في تقديري أن تحولاً جذرياً أو كبيراً يمكن أن يحصل دفعة واحدة في موقف الناخب العراقي إزاء مختلف القوى بعد أن هيمنت الأجواء الإرهابية طيلة سنوات وسقط الكثير من المثقفين والديمقراطيين وعشرات الألوف من بنات وأبناء الشعب وهجرة الكثير من الناس إلى خارج العراق , إضافة إلى سيادة النعرات الطائفية السياسية على فكر وممارسة المجتمع العراقي وعلى وجود الحكم بأغلبيته في أيدي قوى إسلامية سياسية شيعية , ومن ثم سنية عربية وبالتحالف مع قائمة التحالف الكُردستاني. كما أن وضع الجماهير ووعيها واحتمالات كبيرة في حصول تجاوزات على قانون الانتخابات لا يمكن أن يساعد في مثل هذا التحول المنشود. ولكن بعض القوى والسياسيين واستطلاعات الرأي ضخمت احتمالات حصول تحول جذري في موقف الناخب العراقي وبالتالي حصول القوى الديمقراطية على نسبة تصويتية أفضل بكثير مما تحقق لها في انتخابات مجالس المحافظات السابقة. وكان الأخ أبو داوود أحد الذين صرحوا وتوقع ذلك. رغم التحسن في الأجواء الأمنية , إلا أن الطائفية السياسية لا تزال قوية في العراق , والنداءات وحدها لن تنفع في تغيير واقع الحال وتوقع مثل هذا التغيير السريع فيه الكثير من السذاجة السياسية والتي يمكن أن تتسبب في إحباطات سياسية غير مبررة. وأن ما تحقق مهم ولكن لا يفترض المبالغة بما حصل.لقد تلقت القوى الديمقراطية بكل مكوناتها علقة أو قل عقوبة شديدة وقاسية في انتخابات مجالس المحافظات , سواء أكانت قد تقدمت بقائمة باسم "الحزب الشيوعي العراقي" أم باسم "مدنيون" , أم بأسماء أخرى , أم باسم كتل سياسية ليبرالية وعلمانية أخرى , ولكنها عادلة. وكنت أتوقع هذه النتيجة إلى حد غير قليل , وهي نتيجة غير مفرحة في كل الأحوال بل حزينة جداً , رغم التهليل غير الواقعي للأخ السيد حميد مجيد موسى بما تحقق من أجواء وهنأ الشعب العراقي بالحصيلة , سواء أكان فائزاً أم خاسراً. ثم جاء بيان المكتب السياسي الذي حدد بعض الاعتراضات والتجاوزات على بعض مناطق الانتخابات , ولكن التصريح لم يحدد العوامل الكامنة وراء ذلك والتي يفترض أن ينشر لا أن يذكر في نشرات داخلية. السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا حصلت هذه الخسارة للقوى الديمقراطية , وبضمنها الأحزاب التاريخية وذات الخبرة المتراكمة , كالحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي والحركة الاشتراكية العربية؟ بودي أن أشير إلى بعض الملاحظات بهذا الصدد أملاً أن تكون مساعدة ودافعة لقيام الأحزاب والقوى الوطنية العراقية والشخصيات السياسية الوطنية المستقلة بدراسة الوضع الجديد وفهم العوامل الكامنة وراء تلك الخسارة وسبل مواجتها وتجاوزها في حملة الانتخابات العامة القادمة.1 . غياب التجديد والتحديث في الخطاب السياسي للقوى اليسارية والديمقراطية العراقية بشكل عام وعدم الاقتراب الضروري من نبض الشارع العراقي وحاجات الناس ومشكلاتهم وسبل مساعدتهم للنهوض من الكبوة الطويلة المستمرة وبقاء فجوة واسعة بين الشعب وبين قيادات هذه القوى. وكان الحديث مع الشعب متعال في غالب الأحيان. 2 . لقد كان إعلام القوى الديمقراطية متخلفاً حقاً ومتأخراً عن الأحداث , إذ يمكن ملاحظة ذلك من متابعة صحافة هذه القوى ومواقعها الإلكترونية وخطابها الذي لا يزال قديماً وغير فعال , كما فشل أغلبها في الوصول إلى عقل وقلب القارئة والقارئ. والشكوى في هذه الصدد كبيرة من جانب ذات القوى التي تعمل مع وفي هذه الأحزاب والقوى. إن متابعة موقع مدنيون مثلاً أو موقع طريق الشعب المهمل يؤكد هذا الواقع.3 . بقاء القوى والكوادر ذات العمر الكبير , (أرجو لهم العمر المديد) , في مراكز المسئولية لسنوات طويلة دون أن تجد هذه القوى ضرورة التجديد والتغيير وبناء جسور مع الشبيبة , والغريب أن الخطيب الأول والأخير في كل الندوات التي نشرت من جانب الحزب الشيوعي العراقي والتي وصلتنا عبر تنظيم الحزب في الخارج أو عبر المواقع والصحافة كانت للأخ "أبو داوود" لا غير , وكأن ليس هناك من كان في مقدوره المشاركة في الدعاية الانتخابية من الشخصيات السياسية في الحزب الشيوعي أو المستقلين المساندين له. وقضية العمر وعدم وجود شبيبة لا تمس الحزب الشيوعي وحده , بل الكثير من القوى الديمقراطية الأخرى , وأغلبهم من مواليد مقاربة لعمري أو أقل أو أكثر بقليل. وهو ضعف بالغ في هذه الأحزاب والقوى السياسية. 4 . غياب حقيقي للتعاون والتنسيق والتكاتف في ما بين القوى الديمقراطية العراقية بكل مكوناتها وأجنحتها , إذ من غير المعقول أن تتوزع القوى الصوتية بهذا الشكل المشتت , بحيث لم يستطيعوا الحصول حتى على مقعد واحد في بعض المحافظات , في وقت تتسم تلك المحافظات بالتراث الديمقراطي التقدمي مثل ذي قار (الناصرية). إن عدم التواضع في الموقف من الآخر يجعل من الصعب إيجاد لغة مشتركة في ما بين القوى السياسية الديمقراطية واللبرالية والعلمانية , إنها المعضلة الكبيرة. وحين يتم اتفاق بين بعض هذه القوى يبدأ الصراع على من يكون اسم مرشحيه الأول أو الثاني أو الثالث , وفي النهاية خسارة الجميع. إنه المرض القديم الذي كانت ولا تزال تعاني منه الحركة الديمقراطية واليسارية العراقية , في حين تلتقي القوى اليمينية في وقت الشدة في ما بينها لتواجه قوى اليسرة مشتتة تماماً , بل ومتصارعة. 5 . هناك الكثير من القوى تعتمد على تاريخها وتراثها النضالي وتضحياتها , وهو أمر مهم , ولكنه لن يعوضها عن العمل الدءوب مع الناس والخروج إلى الشارع العراقي وطرح برامج مفهومة ومتواضعة وتأمين تعاون فعلي بين القوى الديمقراطية أياً كان عددها , فالتواضع ضروري , رغم أن بعض القوى الصغيرة في صفوف القوى الديمقراطية صوته أعلى بكثير من إمكانياته. 6 . التخلف عن إبداء الرأي الضروري في الخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كُردستان , إذ كانت مواقف قيادة أو حكومة الإقليم في بعض الحالات خاطئاً وحاداً ومثيراً لجمهرة كبيرة من العرب , ومنهم بعض القوى اليسارية والديمقراطية والمثقفة التي كانت باستمرار سنداً للشعب الكردي وقضيته العادلة , وكانت مواقف الحكومة الاتحادية في بعض الأحيان خاطئاً ودعائياً وبعيداً عن المشارة وتبادل وجهات النظر مع مجلس الوزراء , وكان يحتاج إلى إبداء الرأي والملاحظة وعدم الاكتفاء بالنشر الداخلي الذي لا ينفع العملية السياسية الجارية في العراق. إن التحالف له جوانبه الإيجابية ولكن له ثمنه أيضاً , ولا بد من ممارسة النقد البناء لصالح المصالح المشتركة وتقدم العراق ووحدة الدولة العراقية وتقدم إقليم كُردستان. 7 . في الدول الديمقراطية , وحين يفشل رئيس حزب في تحقيق نتائج إيجابية لحزبه , تطالبه قيادة وقاعدة حزبه بالاستقالة مهما كانت له جماهيرية ومحبة وخبرة لدى الناس , إذ أنه لم يحسن قيادة الحزب ولم يوصله إلى تحقيق بعض النجاحات المطلوبة والنسبية , دع عنك الخسارة الفادحة , في حين إن القوى السياسية في العراق وفي عموم الدول النامية قد تعلمت على بقاء رئيس هذا الحزب أو ذاك رئيساً مدى العمر. وهذا الموقف العام يذكرني بانتخاب صدام حسين رئيساً مدى الحياة , فهو عراقي ايضاً. هذه الحالة لا تقتصر على الحزب الشيوعي العراقي بل تشمل أغلب الأحزاب السياسية العراقية. وهي تعبر عن ضعف الوعي لمفهوم ومضمون الديمقراطية والحق في التغيير وضرورات التغيير. هذا التقليد ورثناه من الدول العربية والإسلامية ومن الدول الاشتراكية , وما زلنا نمارسه حتى لو كان الرئيس غضباً على الشعب , كما في حالة سوريا والعراق وليبيا ومصر وغيرها من الدول العربية. ويمكن أن نلاحظ ذلك في المجلس الإسلامي الأعلى ايضاً , فخسارة هذا الحزب لن تغير رئيس الحزب! 8 . ضعف القدرة المالية للأحزاب الديمقراطية , في حين تمتلك الأحزاب الإسلامية السياسية وبعض الأحزاب الأخرى أموال الدولة كلها , إضافة إلى أموال أخرى يأتي لبعضها من السحت الحرام. ولم تبذل القوى الديمقراطية الجهد الضروري والتفكير في سبل معالجة مشكلاتها المالية لتساعدها في الحملة الانتخابية, إن تحريك المجتمع أو بعض الأوساط فيه باتجاه الدعم المالي يمكن أن تحقق نتائج إيجابية , إضافة إلى طبيعتها الإعلامية للإنتخابات. 9 . التعامل غير السوي من جانب أجهزة الإعلام الحكومية التي تمنح الأحزاب الكبيرة الحاكمة , وليست الأحزاب المشاركة في الحكم هامشياً أو غير مشاركة في الحكم , الوقت الأكبر والدعاية الأوسع في حملاتها الانتخابية والترويج لشعاراتها وأهدافها. وهذا ما عشناه في الانتخابات الأخيرة حيث حاز رئيس الحكومة على الوقت الأكبر في نشر خطبه الانتخابية على شاشة العراقية وشبكة الأخبار العراقية مثلاً , رغم أن خطابه كان جيداً ومفيداً , ولكن لا يعني أن خطب الآخرين لا يمكن أن تكون جيدة , وخاصة الأحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية واليسارية. في حين وظفت بعض القوى الغنية قنوات فضائية أخرى لغرذ الدعاية بسبب ما تدفعه من أموال. 10 . المشاركة في الحكم لا تمنح القوى الديمقراطية بالضرورة قوة وفائدة تستفيد منها في الانتخابات , بل تحملها مسئوليات الكثير من النواقص والأخطاء وتضعف من قدرتها على ممارسة النقد البناء والصريح والشفاف , إذ أن التحالف غالباً ما كان يقود إلى السكوت عن الأخطاء ويبقى النقد سرياً وفي النشرات الداخلية أو شفوياً لا غير. إن العمل في صفوف المعارضة السياسية في الدول الديمقراطية لا يعني العداء للحكومة , بل يعني ممارسة الحق الديمقراطي وممارسة النقد , خاصة إذا كانت المشاركة هامشية جداً وغير فاعلة أو مؤثرة في العملية السياسية. حين وجهت رسالة مفتوحة إلى رفاق الحزب الشيوعي العراقي قيادة وقاعدة قبل عقد المؤتمر الثامن للحزب , لم يكن هدفي الإساءة لهذا الحزب المناضل , بل كان هدفي المشاركة والمساعدة في طرح بعض الأفكار باتجاه التغيير والتطوير والإغناء وإبعاد من لا يفكر بل يعتقد بأن لها مدبر ويؤيد ما يطرح عليه دون تمحيص. ومن المؤسف حقاً أن الرسالة أهملت تماماً. وهو حق مشروع لقيادة الحزب في التعامل مع هذه الرسالة وغيرها بالطريقة التي رأتها مناسبة. ولكن ممارسة مثل هذا الحق لا يعبر عن التفاعل مع الرأي الآخر للاستفادة منه , إذ أنه يعطي الانطباع بأن قيادة الحزب مكتفية بما تملكه من منظرين وخبراء بحيث لم تعد بحاجة إلى أراء أخرى يمكن أن تنفع الحزب في عمله , خاصة وأن الشخص الذي يوجه الرسالة لا ينافس أحداً على موقع في هذا الحزب أو في غيره , ولا ينتظر الشكر والامتنان. أدرك المصاعب التي يجري العمل فيها في العراق , ولكن مع ذلك لا بد من المبادرة إلى التغيير بكل معنى التغيير بالنسبة للحزب الشيوعي العراق وللحزب الوطني الديمقراطي والحركة الاشتراكية العربية , وكذلك لبعض الكتل والقوى السياسية اليسارية والديمقراطية واللبرالية والعلمانية الأخرى. لقد حققت قائمة الدكتور أياد علاوي نسبة صوتية أعلى بكثير من بقية القوى الديمقراطية مجتمعة في بعض المحافظات , رغم أن قوائم علاوي كانت غريبة في تكوينها , فهي بين القومي والبعثي القديم والشيوعي السابق والديمقراطي المستقل , ولكنها امتلكت القدرة المالية في الحركة وفي الوصول إلى الناخب. خسارة القوى الديمقراطية فادحة والمسئولية كبيرة , فهل ستعي ذلك , وهل ستعمل من أجل تغيير بعض الأوضاع التي قادت إلى هذه الخسارة رغم أزمة القوى الإسلامية السياسية وخسارة أكبر قوة فيها ونجاح من تحدث بغير الطائفية ورفض التمييز الديني وبشيء من حق المواطنة والوطن. أملي أن تتم الدراسة , إذ أن تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي , رغم كون تقييماً أولياً , لم يمس الحقيقة كلها , بل تجاوز نصفها الأساس. إن المجتمع العراقي , ورغم تصويته الضعيف جداً للقوى الديمقراطية واللبرالية والعلمانية العربية , يبدي اهتماماً غير قليل بهذا التيار الوطني بماضيه السياسي الطويل , بنجاحاته وإخفاقاته , بأهدافه وتطلعاته الإنسانية والتقدمية , ويتطلع إلى أن يجد هذا التيار السبيل للنهوض من كبوته التي لا زالت مستمرة وإلى تجاوز المصاعب والتشتت الراهن. وهنا أتقدم بمقترح للأحزاب الثلاثة المتحالفة في "مدنيون" في أن تبادر إلى الدعوة لعقد اجتماع تحضيري موسع لعدد من التنظيمات السياسية التي تطرح نفسها في إطار التيار الديمقراطي والشخصيات الوطنية والاجتماعية والثقافية الديمقراطية يتم فيه البحث في المشكلات التي تواجه تعاون هذه القوى في ما بينها وسبل حل المشكلات ومن ثم عقد مؤتمر موسع لها لتحقيق تحالف جبهوي واسع النطاق على صعيد العراق , مع دعوة قوى التحالف الكردستاني للمشاركة في التحضير والتعاون. إن مثل هذا الاجتماع ومن ثم المؤتمر سيعطي دفعة جديدة وثقة بقدرة القوى الوطنية العراقية على تجاوز تشتتها وتحقيق اللحمة المنشودة. إن عقد مثل هذا الاجتماع يتطلب تجاوز القوى الثلاث ألـ"أنا" والتفكير بـ "الآخر" في ذات الصف الوطني الديمقراطي بعيداً عن الشعور بالتعالي أو الغرور أو الاستهانة بالآخر , والعكس صحيح أيضاً. إنه الطريق الوحيد للبرهنة على الجدية وعلى عدم الاستهانة بأي قوة سياسية مهما كانت صغيرة , وبأي إنسان وطني ديمقراطي تقدمي وليبرالي. التيار الديمقراطي بحاجة إلى جميع تلك القوى وهؤلاء الناس وهو قادر عندها على تعبئة المزيد من الناس النشطاء وزجهم في حملة الانتخابات العامة القادمة. أملي أن يقنع هذا المقترح قيادات هذه القوى والمبادرة في التحرك للم الشمل. إن أحد عوامل هذه الدعوة يكمن في أن الواقع العراقي وما تحقق حتى الآن هش وحوالي 50 % من الناس في الوسط والجنوب وغرب بغداد والموصل رفضوا المشاركة في الانتخابات , وأن الفترة القادمة سوف تشهد الكثير من القضايا التي تستوجب وجود رؤية مشتركة لقوى التيار الديمقراطي العراقي , وأن الخلافات الطائفية لم تنته بعد والصراعات ستبقى تهدد الاستقرار في العراق والقوى الخارخية , وخاصة الإقليمية (إيران , تركيا والسعودية مثلاً) , ستبقى تعمل لإشاعة عدم استتباب الأمن والتفاهم في البلاد , كما أن تحالفات السيد المالكي غير واضحة حتى الآن وإلى من سيمد يده للتحالف السياسي في الانتخابات العامة القادمة , وما هي الضغوط التي ستمارس عليه من الداخل والخارج , وكيف يستطيع تجاوزها أو الرضوخ لها...الخ. العراق مليء بالمفاجئات وعلينا أن نأخذ ذلك بنظر الاعتبار. ولهذا يفترض العمل على جميع الجبهات لضمان الاستقرار والأمن والسلام والتقدم ومعالجة المشكلات التي تقود إلى التوتر الاجتماعي وخاصة وجود البطالة الواسعة والفقر والتمييز الديني والطائفي والفساد المالي والإداري ... وضعف التوجه نحو التنمية , وخاصة التنمية الصناعية والتحديث الزراعي ...الخ. على قوى الحركة الديمقراطية العراقية , ومنها الحزب الشيوعي العراقي , أن تأخذ كل ما يكتب من نقد لنتائج الانتخابات بنظر الاعتبار ودراستها بروية ودون تعجل حتى لو جاءت من أعداء الحركة الديمقراطية , إذ ستجد هذه القوى أن فيها ما هو نافع لها. إن استقبال الملاحظات بالصيغة التي كتب فيها الأخ السيد محمد علي محي الدين لن تخدم الحزب والتيار الديمقراطي , رغم رغبته في التصدي للشتامين , ولا التعلم من الأخطاء والاستفادة من النقد , بل تضعف التوجه النقدي بذريعة الشماتة , فليشمت من يريد , ولكن لنستفيد حتى من هذه الشماتة لشد العزائم والاندفاع صوب العمل. علينا التخلص من المرض القديم , مرض الحديث عن النقد والنقد الذاتي وعدم ممارسته أو رفض قبوله عملياً , لنتعلم التواضع , فالخسارة كبيرة لا للحزب وحده , بل لكل القوى الديمقراطية , وانا أحد الخاسرين , ولا يمكن تجميل الصورة بتهنئة الفائز والخاسر على حد سواء , لكن لم تنته الحياة ولم تنته المنافسة السليمة للوصول إلى الأفضل.

التدخل المفرط للسلطه.. في الترويج لانتخابات مجالس المحافظات في العراق

بدأت في المحافظات العراقيه عدا كردستان قبل أقل من شهرين الحمله الانتخابيه في المحافظات العراقيه وذلك لانتخاب مجالس المحافظات
وقامت جميع الاحزاب والكتل السياسيه ومجاميع من المستقلين بتنظيم قوائم تشمل اعداد كبيره من المرشحين من كلا الجنسين للتنافس على مقاعد
مجالس المحافظات المختلفه وقد سبق انطلاق الحمله الانتخابية تشريعات وتعليمات وظوابط لغرض اجراء الانتخابات بكل حريه والحرص على تساوي
الفرص للمرشحين والكيانات الساسيه في تعريف الناخبين باسمائهم ومؤهلاتهم حيث استخدم اسلوب القائمه المغلقه المفتوحه وتم التاكيد اكثر من مره
من قبل السلطات التشريعيه والتنفيذيه والرقابية واجهزة اعلام الدوله.. .... بعدم التدخل لصالح قائمه ومنعت القوائم من استخدام الرموز
الدينيه واستخدام المال العام وحددت ضوابط في استخدام الدعاية الانتخابية .. وقد بدأت الحمله الانتخابية ومثلما كان متوقع في التباين في حجم
الدعايه الانتخابية من لافتات وصور باهظة الثمن وبوسترات وباعداد خيالية لبعض من الاحزاب المعروفة مما جعل المواطنين يتسائلون من اين جائت
هذه الاموال ولماذا هذا التبذير الذي لامبرر له .. اظافة الى الاموال التي تدفع لغرض شراء الاصوات بل شراء الذمم؟وقد اعلن العديد من المواطنين
وبمختلف مستوياتهم وفئاتهم عن استيائهم من هذه الاعمال الغير لائقه والتي تتنافى مع ابسط القيم الاجتماعيه ..
وفي الاسبوعين الاخيرين قبل موعد الانتخابات.. ظهر شيء ماكان يتوقعه.. المواطن اطلاقا وهي تدخل رموز الدوله حيث نزل الاعبون
الكبار في الساحة الانتخابية.. مستخدمين كل ما اؤتوا به.. من قوة الدوله واجهزتها واسلحة وعجلات وأليات مختلفة وأنفاق مسرف..
للمال العام من اجل انجاح العمليه الانتخابية؟؟ وحصد الاصوات لقوائمهم.. الهزيله بعدما يئسوا من ان معظم المرشحين في قوائمهم ..
لن يحققوا الفوز المطلوب وبعد ان استخدموا كل الوسائل المشروعه والغير مشروعه لغرض جلب الناخبين لقوائمهم...جائوا الكبار..
الى القرى البائسه.. والازقه المليئه بالعاطلين.. والمحرومين من ابسط الخدمات كا الكهرباء والماء والصرف الصحي.... بعدما
انفقت المليارات . من اموال العراق بحجة تطوير المدن وتحسين الخدمات.. وكثيرا ما يتسائل..المواطن البسيط كيف انفقت ..تلك
المليارات
ايتها العزيزات.. ايها الاعزاء.. ايها العراقيون..اينما كنتوا في داخل سور الوطن.. او خارجه.. وكما دعوناكم..
وفي اكثرمن منبر حر.. وقبل الانتخابات العامه الاولى التي جرت بعد سقوط النظام السابق.. ان تنصروا الحق.. وتنتصروا
به وان لاتظللوا.. اكثر من مره..وان تلتفوا حول الوطنيين الحقيقين..بناة الوطن.. اصحاب المبادئ الصادقة.. والايادي
النظيفة.. والتي لن ولن تلطخ بمال ودماء اهل العراق..هذه دعوتي الصادقه.. والتي لاننتظر من ورائها مال او جاه او سلطه
بل ننتظر.. ان تعيش اجيالنا القادمة بالامن والرفاهيه .. مستخدمين ثرواتهم عوننا لهم لاعليهم .... وتقبلوا فائق التحايا..


المهندس ..عارف الماضي \الفرات الاوسط\ العراق

نصير الصباغ (شهيد قنديل) لا زلت حيا في الذاكرة

منتصف تموز عام 1979, وبعد شهور من المعاناة والعذاب والخوف, بين أزقة وحارات الحيدرخانة, وسط بغداد, تركت العراق الجميل, صوب المنافي.
الليالي والنهر الأولى, التي مضت على وصولي مدينة براغ, عاصمة التشيك, كانت كوابيس لا تطاق من ذاكرة الرعب, ولحظات الخوف والموت, التي خلفتها هناك في المدن البعيدة, ممتزجة بصور رفاقي وأصدقائي هناك, وهم يجابهون غدر وأحقاد النظام المقبور.
وفي براغ, جمعتنا المصيبة, رجالا ونساء, ومن جميع مدن العراق, ولكل منا حكايته وأوجاعه. وصارت تلك الحكايات, مادة لأحاديثنا المسائية, في المقاهي, والبيوت, وكنا نتقاسم العيش فيها كمجموعات.
وفي واحدة من تلك الدور, جمعتني الصدفة وتعرفت عليه, وصار صديقي.
نصير الصباغ( أبو نادية), الشاب الشيوعي الربع, الوديع والمرح, ابن مدينة الكوفة الحمراء, والقادم من كلية العلوم في بغداد, وكان فيها كادرا طلابيا, ووجها من وجوه الحزب الشيوعي العراقي.
وهناك في براغ, عشنا أياما قاسية من الحرمان والعوز, واضطررنا للعمل في المعامل والحدائق, وكعمال بناء. وشاءت الصدفة أن نكون سوية في مجموعة عملت في بناء وتشييد موقع سياحي على الحدود التشيكية الألمانية, وهي فرصة للتقرب أكثر من هذا الشيوعي الطيب, والتمتع بصحبته وأحاديثه الجميلة, ونكاته وطرفه.
في مرة, قدمت أمه إلى مدينة براغ لزيارته, واحتفينا بها في الدار الكبيرة التي جمعتنا, وكانت كالأم لنا جميعا, وهي بفوطتها, و(شيلتها) السوداء, وأحاديثها العراقية الدافئة. وبكينا جميعا حين حدثتنا عن أخيه الذي ذهب غرقا في نهر موسكو.
(يمه هل هالت الله بيه... تره بس هوه بقه.. أخوه راح بشط موسكو..دير بالكم على نصير, اعتبروه مثل أخوكم.... ).
ويومها علمت بأن هذه المرآة الشجاعة, قد تعلمت الكثير من دروس أخيها الشيوعي مهدي عبد الكريم(أبو كسرى), وأن نصيرا ظل وفيا لفكر الخال وطريقه.
ومع وصول أخبار تشكيل خلايا الكفاح المسلح في كردستان العراق, زاد شوقنا وشغفنا بالعودة للوطن, الذي تركناه مجبرين, وأخبرنا الحزب برغبتنا في العودة للوطن, وكان الجواب أن ننتظر لتحين الفرصة المناسبة.
في عام 1980, قبلنا للدراسة في جامعات تشيكوسلوفاكيا, وفي اختصاصات مختلفة. ذهب (نصير) إلى مدينة( بلزن) لدراسة اللغة التشيكية, وبعدها لإكمال دراسته في العلوم والهندسة, وقبلت أنا طالبا في جامعة كارل للاقتصاد في براغ. ولا زلت أذكر, تلك الطرفة الجميلة التي تداولت بيننا, يوم قبل (نصير) صدفة, كطالب في مدينة تشيكية مشهورة بصناعة البيرة, وهو المتذوق والمحب لها.
وجمعتني وإياه وبعض الرفاق, أحاديث عن عدم جدوى الاستمرار في الدراسة, والوطن يعيش أياما صعبة تحت ظل نظام العصابة.
في عام 1982قررنا ترك الدراسة طوعا, والتوجه للقتال في كردستان العراق, وبعد أن انهينا عاما على دراسة اللغة التشيكية, وعاما من الدراسة في جامعاتها.
وكان نصير(أبو نادية) رفيقي وصديقي في تلك الرحلة التي مرت عبر دمشق والقامشلي والحدود ثم الوطن, وسط الرفاق الأنصار.
والتقينا ثانية في( بشت ئاشان) أوائل عام 1983, وبالتحديد في (بولي), وهو موقع متقدم لحماية مقرات الأنصار الشيوعيين في (بشت ئاشان), ويقع فوق تل عال قريب من الشارع العام المؤدي صوب ناحية (سه نكسر). في (بولي) سرعان ما ألف(نصير) الرفاق هناك, وأحبه الأنصار لروحه النبيلة, وشفافيته, ومرحه الجميل, وأحاديثه الحكيمة. كانت أيام خالدة وجميلة, جمعتني به, وبالشيوعي النبيل الشهيد نعمة الشيخ فاضل(أبو سليم), ونحن نتذكر أيام براغ وتشيكوسلوفاكيا والأصدقاء.
في موقع(بولي), كلف(نصير) بالكثير من المهمات, وكان أهلا لها.
كان شتاء 1982, شتاء قاسيا ببرده وثلجه.
ومع قدوم ربيع عام 1983 ولبس السفوح حلة الورود والعشب, لاحت في أفق (بولي) نذر الشؤم, إذ بدأت القذائف تسقط على الموقع, ولأكثر من مرة, وشوهد بعض الغرباء وهم يتجولون في المنطقة, ومر قريبا من الموقع بعض المسلحين, بحجة زيارة أقارب ومعارف لهم.
وكانت الرسائل تصل من( بولي) إلى الربع تباعا, تنذر بأن أحداثا غير طبيعية ستقع, وأن الأمور تبدو غير طبيعية. وكان الحدث الأبرز, حين تصدى رفاق فصيلة(بولي) منتصف نيسان 1983, أي قبل أيام قلائل من فاجعة بشت ئاشان, لرتل كبير من السيارات المحملة بالمسلحين, يقودهم قيادي من حزب الاتحاد الوطني, وأجبروهم على التوقف على الشارع القيري الرئيسي, ومن ثم اصطحاب مسئولهم وبعض من حمايته إلى مقر (بولي)فوق التلة, وبعد اتصال بقيادة الحزب في (بشت ئاشان) ,اخلي سبيلهم, وتم إكرامهم. كانت الحجة كونهم يتوجهون إلى الحدود العراقية الإيرانية لصد هجوم إيراني متوقع, وهي جزء من التزامهم للحكومة العراقية التي كانوا يفاوضوها.
لم يقتنع نصير(أبو نادية), ولا جميع رفاقه الأنصار في (بولي), وغيرها من مواقع الأنصار في (بشت ئاشان) بهذه الحجة, وكان الجو مكهربا, والكل ينتظر أحداثا ستقع, خصوصا بعد سماع أخبار الصدامات في سهل أربيل.
ومع قدوم مساء الثلاثين من نيسان 1983 كانت الأمور تسير نحو الهاوية والفاجعة, وبات معروفا بأن رتل السيارات ذاك, وغيره من الحشود التي لم يعر البعض وللأسف اهتماما لها, لم تكن غايتها الذهاب إلى الحدود مع إيران, بل لتطويق مواقع الأنصار الشيوعيين في (بشت ئاشان).
عصر الأول من أيار 1983, وبعد ليلة ويوم من الحراسات والكمائن والتعب والإرهاق وعدم النوم, تجمع رفاق (بولي) مستمعين لقرار قيادة الموقع بضرورة الانسحاب باتجاه(بشت ئاشان)وترك الموقع. كان القرار صعبا وقاسيا, ولكن لكل حدث ثمنه.
تحرك نصير(أبو نادية) ساعتها مع جمع الرفاق الذي بدأ بصعود التلة العالية صوب (بشت ئاشان), وقد لف على رقبته وبعدة طيات شريط طلقات رشاش العفاروف. كان الحمل ثقيلا عليه, لكنه أبى أن يعطيه لرفيق أخر.
وتجمع الحشد ثانية مع قدوم ظلام المساء على قمم التلة المطلة على (بولي), التي دخلها بيشمركة الاتحاد الوطني, وشرعوا بإشعال النيران والدبكة.
بعد أحاديث واتصالات ونقاشا, وقد امتزجت بأصوات الرصاص الذي كان يسمع من كل الأتجهات, ومع وضوح النيران في أكثر من تلة, قرر الحشد التوجه باتجاه( بشت ئاشان) ومن ثم صعود جبل قنديل, وسط الإعياء والتعب وقلة المعرفة بطرق جبل قنديل وخفاياه وأسرار عواصفه الثلجية, وبعد أن اضطر رفاقنا لإخلاء مواقعهم في وادي(بشت ئاشان). مرت الليلة ثقيلة وحزينة والألم يغمر النفوس والوجوه التي أعياها التعب والإرهاق والجوع, وبدأت ملامح فجر الثاني من أيار تلوح وسط الوادي الذي لفه الغموض, وبعد أن مزقت صمته طلقات النيران القريبة والبعيدة.
عند سفح جبل(قنديل), وقبل الشروع بصعود الجبل, تجمع حشد الأنصار والنصيرات وسط بيت أحد الفلاحين, وكان يضمر الحقد على الشيوعيين رغم طيبتهم معه ومع جيرانه, وكان يرسل الأخبار أولا بأول إلى الجانب الأخر.
كان الفطور, وهو بقايا خبز يابس ولبن حامض وشاي, كالزقوم, ولم يتناوله البعض رغم الجوع الذي مزق الأمعاء. بدأ الصعود صوب قمم قنديل باتجاه الحدود العراقية الإيرانية, ولم تكن تفصلني عن نصير(أبو نادية) سوى أمتار قريبة, وكدت اسمع صوته ولهثه وهو يكابد في الصعود المر.كان بعضنا يحث الأخر على رباطة الجأش والصبر, لكن انقطاع أخبار الرفاق الذين كانوا معنا في الليلة الماضية, قد أجج الألم والمرارة, إذ كانت المفرزة قد تفرقت وتشتت بسبب التعب والإنهاك وعدم الدلالة.
الفلاحون الذين أطعمونا الخبز اليابس واللبن أرادوا استبداله بالسم, وعرفنا ذلك حين اقتربت أصوات أزيز الرصاص وهي تلاحقنا ونحن نهم بالصعود.
سمعت وجع(أبو نادية) وألمه, حين مزقت الرصاصات ساعده. بدأ الجميع بالصعود سريعا صوب القمة للتخلص من مباغتة الرصاص, وبقيت كامنا في مكاني محتميا بصخرة, وأنا أتطلع إليه وأناديه وأحثه على الصعود والوصول إلي, والمسافة بعض أمتار.كنت أصرخ بالعربية تارة وأخرى بالتشيكية التي يفهمها هو, حاثيا إياه على مواصلة الصعود, وحين اقترب مني, اتجهت إليه وسحبته صوب الصخرة. كان قوي الإرادة رغم ألم الجروح والدماء التي ضرجت ساعده وبقايا جسمه.حاولت جاهدا إيقاف النزيف وشد الجرح باليشماغ, وحثثته على المسير وأنا أسنده.واقتربنا من بقية الأنصار, بعد وصول قمة التلة وزوال الخطر. كان الرفاق هناك, أبو داود, ويكنى بالعبد لسماره, وأبو حياة بولي, وساري البدوي, وشددنا جروح(أبو نادية) وأطعمناه السكر, وهو كل ما تبقى في حقائب الظهر, ثم واصلنا السير مع البقية فوق سهل ثلجي طويل لواحدة من قمم جبل قنديل, وكنا نتبادل إسناد(أبو نادية), بعد أن حملنا كل حاجاته, وكان نصيبي بندقيته الكلاشنكوف.
الثلج بدا مخيفا وهو يغطي الجبل وفي يوم الثاني من أيار, الذي يكون في العادة حارا في كردستان. كانت الجموع تسير عبر طابور طويل فوق ثلج الجبل والظهيرة بدت تغادر بعيدا.
لم يكن أحدا يعرف الهدف الذي نسير إليه ونحن نحث السير مهتدين بآثار ظلت شاخصة وسط أكوام الثلج, وهي أقدام الذين سبقونا, وكلما تقدمنا باتجاه القمم العالية كلما بدا الثلج أكثر كثافة مع البرد والريح التي لاحت بواكير ها.
ظل نصير(أبو نادية) ممسكا على ألامه الكبيرة وجروحه وهو يسير مع البقية, وبانت ملامح الإعياء على ملامحه وشحوب وجهه, وصعوبة حديثه.
وبدأنا نغوص في الثلج مع بداية هطول المساء والليل, قريبين من سماء الله.
وشعرت بتعب وإرهاق وجوع ونعاس وعدم قدرة على حمل أقدامي, وسط المجموعة التي تفرقت لمجموعات, وكادت الكارثة أن تحل بي, بعد فقدي لفرد من حذائي وسط الثلج, والتي بدوت كالمجنون وأنا ابحث عنه وسط الثلج, حتى لقيته..في تلك اللحظات لم يكن (أبو نادية)قريبا مني, بعد أن تفرقنا, وكان بصحبة مجموعة من الرفاق.
ومع انتصاف الليل ووسط الثلوج بدأت العواصف من كل جانب وصوب, ونحن نصعد تارة, ونهبط أخرى.تطلعت قربي ولم يكن سوى رفيقين, وكان الفجر يلوح بنوره هناك بعيدا ونحن نتزحلق على السفح جلوسا بعد فقدان القدرة على السير واتجاه المسير, ولم ينقذنا سوى سماع أصوات من جاءوا لاستغاثتنا والبحث عن بقايا المجموعة التي فرقتها العاصفة الثلجية, ثم واصلنا السير معهم حتى وصلنا مكانا تجمع فيه بقية رفاق المفرزة وآخرون سبقونا. في تلك اللحظات سمعت حديث الرفاق الذين كانوا مع الشهيد(أبو نادية) في اللحظات الأخيرة التي سبقت تجمده واستشهاده فوق قمة جبل قنديل, وكيف أنهم يذلوا الكثير لإنقاذه دون جدوى, وبعد أن عجز تماما عن مواصلة السير.
كان ألم فقدانه يقطع روحي, وهو رفيقي في المنفى, وفي الدراسة, وفي الكفاح المسلح, وعشت معه الساعات الأخيرة, وبذلت سوية مع بقية الرفاق الكثير لإنقاذه.
حاول الرفاق إرسال مجموعة للبحث عنه في أعالي قمم جبل قنديل, ووجدوه هناك, واستعانوا بما تبقى من أعشاب وشجيرات وأحجار لتكون قبرا له.
المجد والخلود لك يا رفيقي وصديقي نصير(أبو نادية), ولكل شهداء الشيوعية في بشت ئاشان والعراق جميعا.

30/4/2008


نصير


عشرة أعوام مضت على رحيله
وما زال قنديل أبيضا
عشرة أعوام مضت
وما زال يرقد قرب سريري
وفي ابتسامة الطفل
يحدق في
يحدثني
محذرا
من عادة النسيان القذرة

قصيدة مهداة للشهيد نصير, من مجموعتي(تحت السماء السويدية) الصادرة في السويد 1996

المجتمع العراقي..وضرورة تسريع عملية التغيير الاجتماعي المُخطط

يتفق الجميع على مُسلمات تبدو بديهيه وسهلة الفهم للاغلبية الساحقه..من البشر.. ولكن تحتاج هذه البديهيات او المُسلمات الى من يقوم بهذه المهمه وهي شرح وتبسيط كثير من ..هذه الامور الى المتلقيين من الناس لكي يتم تنويرهم ووضعهم في جادة التفكير السليم والتبصير بما يجب التعامل معه باسلوب صحي لكثير من مايعترض البشر من مؤثرات وقوى خلال مجمل مراحل حياتهم...ونرى ان اكثر الامور التي يجب ان يؤمن بهاالانسان هي ان جميع الاشياء تتحرك من حوله سواء كانت مواد واشياء يراها ويلمسها او يشعر بها باحد حواسه المعروفه.. او سلوك اجتماعي معين يدخل.. ضمن ابواب... القيم او العادات او التقاليد..وهنا نريد ان نقترب من موضوع بحثنا هذا.. وهي هل ان مايعرف بالقيم متشابهه في كل مجتمعات العالم.. وهي تتمتع بثبات مطلق.. بحيث لايمكن التجرؤ على مناقشتها باعتبارها مقدسات اجتماعيه..لايمكن تفنيدها.. او اثبات عدم شرعيتها او صلاحيتها لهذا العصر او لمتطلباته الاقتصاديه والاجتماعيه والسياسيه..وبعدها العادات التي يصفها علماء الاجتماع بانها اقل ثباتاَ من القيم.. ثم التقاليد... والتي تاْتي بالمرحله الثالثه من حيث الثبات...0ان المتلقي لهذا الموضوع قد يجد نفسه ابتدائاَ..في مفترق الطرق لكي .. يقول لنفسه ماذا يريد ان يقول هذا الكاتب ؟ ..هل يريد ان يظهر فيلسوفا جديدا ..او.. مُنظّراً يرغب في زيادة عدد الُمنظرين..في مجتمعنا هذا... الذي يحتاج الى الخبز والامن..اكثر من حاجته للتنظير والفلسفه.. ولكن الامر لا هذا ولاذّك.... فانا اريد الخبز والرفاهيه..والازدهار لبلداّ كان يوصف اكثر الاحيان بانه بلد الحضارات ولكنني اعتقد بكل مهنيه وادراك وفهم حقيقي للواقع العراقي وماعايشتها من ظروف قاسيه في هذا المجتمع الكريمِ! والذي يحمل في طياته كل التناقضات.. والازدواجيه بل تعددية الشخصيه احياناّ.. ان كل مجتمعات العالم في شتى قاراته السبع..لديها مفاهيم اجتماعيه ..قيم وعادات وتقاليد ..وهي تنتمي الى قوميات وعروق واديان ومذاهب وطوائف ومناطق وطوبغرافيه تميزها عن بعضها البعض وهذه التمايز في الدين واللون والمنطقه والعرق..امراّ طبيعيا..ولكنه لايفقد هذه المكونات حقهاالطبيعي في التغير والحركه نحو الافضل..لكي....يقلل البشر من معاناته ويسّخر الطبيعه لخدمته وهو يكتشف ويخترع ويطور..كل المدخلات لكي يحصل على مخرجات تحقق كل متطلباته الضروريه والكماليه الازمه لاستمرار حياته بكليسر مرشّدين التكاليف.. محجمين.. الفجوه بين الانتاج والاستهلاك وهذا الاخير منطق اقتصادي مٌسلم به..اردنا زجه في هذا البحث الاجتماعي المتواضع لغرض.. التذكير باهمية الادارة الناجحة للاقتصاد باعتبار الاخير المحرك الاساسي في المجتمع0 ولكنني احاول العوده من جديد الى عنوان مقالتي.. وهي اهمية اِحداث عملية التغيير من أجل .تحقيق الاهداف المنشوده التي اشرنا لها...وماهي السبل والوسائل والايدولجيات التي يجب اتباعها في اِحداث عملية التغيير الاجتماعي...غير متناسين الطرز الرئيسية لحصول ذلك..سائلين انفسنا.... . بسؤال قد .يبدو محرجاّ للغايه الا وهو اي طريق نختار ..! فهل نختار التغير الاجتماعي الغير مخطط ونترك الامر للمؤثرات الغير محسوبه لحصول عملية التغير.... ام نتبع الاسلوب العلمي المٌسيطر عليه الا وهو التغيير الاجتماعي المُخطط وهذا الامر قد يبدو ..وكأنه تنظير لا اكثر... ولكننا نراه امراّ مُلحاً..من أجل انقاذ مايمكن اِنقاذه .. من تردي فضيع لايمكن السكوت عليه في السلوك الاجتماعي..وتبني ابناء جلدتنا وابناء شعبنا ..افكارا.. وسلوكا واهمين ان هذا السلوك والتطرف باتباع بعض العادات مهما تكن نوعها ..وباي دافع كانت هو الطريق الصحيح الذي ينقذهم من الهاويه.. ولا اريد ان اسمي الامور بمسمياتها لكي لاينزعج او يتحسس البعض.. واريد ان اترك الامر لقرائي الاعزاء لكي يشاطروني .. في الرأي.. واضعين ايدينا في كل جهد خلاق يسهم في انقاض شعبنا ... من مثلث الجوع ... الجهل والتخلف والمرض....وهذا الهدف السامي الذي يجب ان نتفانى من اجله كتاب ..مثقفين.. متعلمين.. سياسيين..مُحبين حقيقيين لهذا الشعب العزيز..00 عارف الماضي

الخطاب السياسي للسيد المالكي..تعبير عن سلوك دائم ام ترويج ْانتخابي؟

بعد ظهور النتائج الاوليه للانتخابات المحليه او مايعرف بانتخابات مجالس المحافظات في العراق كثر الجدل ..بل الحراك .. والعراك.. السياسي وكثر النقاش ..وارتفعت اصوات المتحاورين في المقاهي ودوائر الدوله والمعامل والحقول وتغيرت الكثير من العلاقات الاجتماعيه وكان السبب المنطقي لتغير هذه العلاقات هواْ خلاف الكثير بوعودهم وعدم تاْشيرهم لقوائم اوعدوا اهلها او مناصريها.. بانتخابها ولكنهم وكتعبير عن الازدواجيه التي تتهم بها الشخصيه العراقيه فانهم .. اعطوا اصواتهم لاْخرين وسقطت الاغلبيه الساحقه من القوائم التي سميت بالصغيره والمقصود هي القوائم الغير طائفيه والغير مدعومه من الرموز الدينيه او رموز السلطه... وكانت قائمة الدوله والتي راجت بشكل كبير قبل اسبوعين من موعد الانتخابات في وسط وجنوب العراق وقد بذل السيد رئيس الوزراء جهود مضنية..للترويج لها.. ولغرض اعادة التوازن في داخل كتلة الائتلاف العراقي الموحد الحاكم.. والذي ينتمي له المالكي ومناوئيه في نفس الكتله حيث كان الصراع ساخناّ بين تلك الاحزاب التي كانت تمثل بالامس اقوى كتله عبرت عن نفسها واقنعت الكثير من العراقيين في وسط وجنوب العراق بانها الممثل القوي الشامل والشرعي في الانتخابات العامه السابقه ... هولاء اصبحوا عشية الانتخابات الاخيره.. متصارعين متقاطعين يوجهه البعض شتى التهم للطرف الاخر ..وهذه لعبة الديمقراطيه التي يروم بها المتنافسين لحصد اكبر عدد من الاصوات بغض النظر عن مشروعية الوسائل والسبل التي يسلكونها لتحقيق ذلك الهدف المنشود..
.
ولكنني هنا اْنظر الى الاحداث بشكل قد لاينظرها الاخرين ..او من زاويه حرجه قد تسقط في ظل رؤى المراقبين..واْسئل نفسي وقرائي الاعزاء... هل الخطاب السياسي الوطني للسيد المالكي يعبر عن روئ سياسيه ستراتيجيه لمستقبل العراق؟ ام هو خطابي تكتيكي تتطلبه المرحله الانتخابيه الراهنه بعد ان اثبتت التجربه الحاليه صحت تاثير هذا الخطاب ونجاحة الملحوظ في تحقيق الفوز بكسب المزيد من الاصوات وتفوق انصاره في الكثير من المحافظات الوسطى والجنوبيه على حساب قوى سياسيه دينيه متشدده معروفه......... ويجب الاشارة هنا ان الدافع المنطقي وراء هذه التسؤلات هو معرفتنا المسبقه للايدلوجيه التي يؤمن بها المالكي وحزب الدعوه الذي ينتمي له ...ومقارنة خطابه وتوجهاته الحاليه . والانفتاح الكبير الذي يمارسه في سياساته الداخليه والخارجيه...اّملين في ان يكون الفرض القائل بان السيد المالكي لايمثل طائفه واحده ولا قوميه بذاتها ولامنطقه او اقليم بل يمثل
هموم كل الشعب دون تمييز.. وهذا الخطاب الصحيح قد فهمه الشعب من افواه السلطه.. دون ان يصغي له من الالاف المثقفين الذين ومازلوا.. يرددون هذا الخطاب الصحي في كل.. المحافل الخاصه والعامة..ولكننا نظل دوماّ ودون تردد او ندم ان نعني مانقول وننذر انفسنا
لكل جهد وطني ومسعى جاد وخلاق..من اجل انقاذ بلدنا وشعبنا الجريح من معاناته .... التي طالت تاركين ورائنا كل الخلافات واضعين ايدينا بكل اخلاص مع الايادي الشريفه ..المخلصه التي تضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار لكي نعطي مثلا رائعا لهذه الاجيال والاجيال القادمه.. مثلا اعلى في التفاني ونكران الذات وخاصة عندما يتعلق الامر بمصير شعب
ومستقبل امه
عارف الماضي