الأربعاء، 18 مارس 2009

شحة المياه خطر يهدد البلاد

خلال الخمس سنوات الاخيره عانت منطقة الشرق الاوسط من ظاهرة متعددة الاسباب وهي قلة سقوط معدلات الامطار فيها ,وبما ان العراق احد الدول المهمه في تلك المنطقه فقد كان اكثر المتضررين....
من تلك الظاهره التي يعزونها العلماء الى اسباب عديده منها ظاهرة الانحباس الحراري التي تفاقمت
في السنوات الاخيره , ومهما تكن الاسباب فاَن هذه المشكله تعتبر من المشاكل الغايه في الاهميه
والتعقيد وصعوبة ايجاد الحلول لتلك الظاهره ,لاسيما فان التقديرات العامه تقول ان الزراعة تستهلك
70% من المياه تليها الصناعة 20% وبعدها الاحتياجات المنزليه والتي تقدر اجمالياً 10% .......
ومن المعروف بان مصادر المياه الرئيسه في العراق هما نهري دجله والذي تبدء منابعه من جنوب
تركيا اضافه لنهر الفرات الذي يدخل العراق من منطقة القائم من سوريا وقد كثر الحديث عن انشاء
سدود في تلك الدولتين الجارتين دون النظر لتاثير تلك السدود على معدلات ومستويات المياه التي
تدخل الاراضي العراقيه, وقد جرت مفاوضات عديده واحياناً تقاطعات سياسيه بسبب مواقف .
تلك الدول خلال الحقب الزمنيه الفائته وتحت انظمه سياسيه تعاقبت على العراق دون ان نصل
الى حلول ومعاهدات سياسيه ستراتيجيه تنظم تلك القضيه رغم وجود قوانين دوليه مثبته في
مواثيق الامم المتحده تعطي تلك الدول الحق بحصولها على حصتها الطبيعيه من المياه وتنظم
تلك المواثيق الاستفاده من الانهر التي تمر في اكثر من دوله واحده , ان الحديث عن هذا الموضوع
اراه هذا اليوم عشية انعقاد المنتدى العالمي للمياه في اسطنبول من اكثر الامور خطوره واعمقها
تاثيراً على المواطن العراقي الذي يعاني من ازمات كثيره خلفتها الحروب الثلاث العبثيه ومانتج
عنها من احتلال ووصايه دوليه غربيه على العراق! حيث ان الخزين الوطني العراقي من المياه
هو في حالته الحرجه حيث لايزيد عن 6 مليارات متر3الى بقليل وهذا الخزين لو قورن بالعام الماضي
وخلال نفس الشهر لنجده اكثر من 22 مليار متر3 , ان هذه الارقام والانخفاض الشديد في هذا الخزين
وعدم وجود اية بوادر جديه لزيادة معدلات سقوط الامطار او تراكم الثلوج في المناطق الجبليه من جنوب
تركيا اوشمال العراق لاسيما وان فصل الشتاء قد اغلق ابوابه, تجعل كل المهتمين بشؤون المياه او
الزراعه قلقين اكثر من أي وقت مضى على توفر الاحتياجات المائيه للزراعه العراقيه الصيفيه من
الحبوب الستراتيجيه كالشلب او الذره الصفراء او غيرها او من محاصيل الخضر او الفاكهه مما تجعل الخطط
الحكوميه في تحقيق الاكتفاء الذاتي او حتى محاولة ذلك في مهب الريح! مما يزيد الطين بله مثلما يقولون
في تدهور وتقهقر القطاع الزراعي بكافة انشطته النباتيه و الحيوانيه, وهذا يدعونا الى توجيه صرخة
حق ونداء مستعجل الى منتدى اسطنبول للرفق بالعراق وشعبه0
ومن جانب اخر نراه كما يراه المختصون الاخرون بالشاَن الزراعي فاننا ندعو الحكومه العراقيه
بضرورة الاسراع والتفاعل والتعامل مع الخطر القادم الذي يهدد الانسان والنبات والحيوان و قيامها
(بعملية تقنين كبرى) للمياه وتلافي الهدر الكبير للمياه وذلك بتبني اساليب الري الحديثه والتي.. منها
الري بالرش, والري بالتنقيط ,وغيرها من الطرق الحديثه التي اصبحت معروفه في معظم دول العالم
المتقدمه والناميه وهي استخدام الزراعه بالبيوت البلاستيكيه او الزجاجيه وغيرها من السبل التي تحقق
الاستخدام الامثل للمياه وتجنب الهدر الغير معقول في تلك الثروه المهمه والتي لايمكن تعويضها او
تبديلها ببدائل اخرى 0 راجين من كافة الاخوه الاكادميين من المختصين بشؤون المياه والمهندسين الزراعيين
المخلصين تقديم النصح للحكومه العراقيه في كيفية التعامل مع هذا الملف الحساس وايجاد الحلول
العمليه والواقعيه والتخفيف من الاثار السلبيه لتلك القضيه المهمه000

عارف الماضي

ليست هناك تعليقات: